٢١‏/٠٨‏/٢٠٠٤، ٥:٠٤ م

تحليل سياسي

مرقد الامام علي (ع) ومحنة الشيعة

حين دخلت قوات الاحتلال بعد سقوط دكتاتور بغداد الى مدينة النجف عرضت وسائل الاعلام العالمية مشهدا يبرز تعلق شيعة العالم بمقتداهم الامام علي (ع).

ففي تلك اللقطة القصيرة والتي كانت تحمل شجون كل الشيعه في العالم في نفس الوقت , ظهر شاب شيعي من اهالي النجف في مواجهة قوات الاحتلال مخاطبا اياهم بلغة انجليزية ركيكة عبارة "City Yes- Imam Ali NO".
هذه العبارة الانجليزية القصيرة ترمز الى مظلومية وفداء الشيعة وحبهم لامامهم مولي الموحد ين الامام علي "ع".
ان هدف الشاب الشيعي الذي كرر هذه العبارة امام المحتلين عدة مرات بالنيابة عن مئات الملايين من الشيعة هو تأكيده للمحتلين انه باستطاعتهم تدمير مدينة النجف ولكن الشيعة لن يبقوا مكتوفي الايدي ازاء اي مساس بمرقد الامام علي (ع).
ان التاريخ المليء بمحن وآلام الشيعة هو اشبه بكتاب للتراجيديا والاحزان.
فجفاء اعراب الجزيرة العربية لاعظم رجل في التاريخ الا وهو الامام علي (ع) بعد وفاة الرسول الاكرم (ص) كانت من افجع مراحل التاريخ الاسلامي.
فلقد اضطر الامام علي (ع) الى مغادرة الحجاز بالرغم من تعلقه بها , والتوجه الى الكوفة من اجل الحفاظ على الكيان الاسلامي وتفادي نشوب فتنة بين المسلمين.
فقد كانت غاية الامام علي (ع) من الهجرة الى الكوفة مواجهة ظلم الامويين والتصدي لتحريف الدين الاسلامي الحنيف الذي جاهد من اجله الرسول (ص).
ان سنوات الخلافة القليلة للامام علي (ع) في الكوفة ومعيشته المتواضعة وتجنب مظاهر الرخاء كانت من خصائص حكم امير المؤمنين (ع) والتي ادت الى قيام الحكام الامويين بالتمرد على الامام علي (ع). 
ان وقوع حروب الجمل وصفين والنهروان التي فرضت على الامام علي (ع) كانت من المراحل المريرة في التاريخ الشيعي ,  فامير المؤمنين (ع) كان يعتزم محاربة الفساد الاجتماعي والثقافي والسياسي الذي اوجده الامويون الا انه واجه مقاومة عنيفة منهم.
وفي نهاية المطاف استشهد في مؤامرة دنيئة في 19 رمضان عام 40 هـ "نوفمبر 619" عندما كان كان منشغلا بالعبادة في وقت السحر داخل مسجد الكوفة عندما ضربه الارهابي المجرم عبد الرحمن بن ملجم  بسيف مسموم.
وبعد 21 عاما من هذه الحادثة الدموية استشهد ابنه الامام الحسين "ع" مع 72 من اصحابه في كربلاء في معركة غير متكافئة مع جيش بني امية , وسجلت هذه الحادثة منعطفا في تاريخ الشيعة.
في التاريخ المعاصر فان مأساة ابادة اكثر 5ر1 مليون شيعي عراقي على مدى 35 عاما من حكم صدام العار قد اضافت صفحات  سوداء جديدة الى تاريخ الشيعة المليء بالاحزان والآلام.
واليوم كذلك فان مرقد مولى المتقين الامام علي (ع) في النجف الاشرف يتعرض لاعتداء قوات الاحتلال من كل جانب.
وبغض النظر عن هوية الجهة المقصرة في نشوب الاشتباكات الحالية في النجف ولكن يجب على كلا الطرفين المتصارعين ان يحافظوا علي حرمة المرقد العلوي.
ان اهالي مدينة النجف المظلومين الذين التزموا الصمت حيال تدمير منازلهم سوف لن يبقوا مكتوفي الايدي في حال استمرار اعتداء قوات الاحتلال على مرقد الامام علي (ع) تحت اية ظروف كانت لان مرقد الامام علي (ع) تعني حرمة 350 مليون مسلم شيعي في كافة ارجاء العالم.
ومن هذا المنطلق ينبغي المحافظة على حرمة هذا المكان المقدس في حال وقوع اي حادث في مدينة النجف , وفي غير تلك الحالة فان لا قوات الاحتلال ولا الحكومة العراقية المرقتة بامكانهما السيطرة على مشاعر الشيعة , لان جميع هذه المشاعر تتلخص في جملة انجليزية واحدة هي "City Yes- Imam Ali NO"./انتهى/
                                 حسن هاني زاده - خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء

رمز الخبر 105510

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha